أمل الحياة -رومانسية
_ دوام الحال من المحال....كنت أمنى نفسي بهذه المقولة كلما تذكرت ذلك الموقف الذى أخطأت فيه دون قصد....فقد وجدت نفسي فجأة أنى تصرفت غير متعمدا بما لا يليق بجلالة ذاك الموقف..فتسببت دون أن اشعر في حدوث شرخ عميق في صرح علاقتنا....لم أحس في البداية بأنى أخطأت ولكني حين تأملت الحدث بعدها شعرت بالخوف والقلق وقد صدق حدسي عندما رأيت الطرف الاخر يبادر بالفراق و الاعراض.....كانت صدمة قوية وصخرة صماء تحطمت عليها سفينة حياتى.....فقد تحولت الى جحيم وتلونت الدنيا أمامى بذلك اللون الذي يتحلى به ظلام الليل الدامس وتنطلي به تللك التربة الطينية التى تمد الشجرة بغذائها ومائها.....
_ اختلوت بنفسي كثيرا بعد هذه النكسة .....وكلما تذكرت ذلك الحادث الذي حول العلاقة الجميلة الى سراب يمنى الظمئان بمياه كاذبة أو رماد تتلاعب به الرياح وتنثره في الفضاء الى حيث المجهول......وعندما تدور تلك الأحداث في مخيلتى تنحدر العبرات من عيني بحرارة.....وثمن هذه الدموع التي تتساقط من اعين الرجال فى تلك المواقف يكون غاليا للغاية.
_ دارت الأيام وبدأت الأحوال تتحسن ببطء شديد والذاكرة تحمل ما تحمل من الالام والقلب يحوي ما يحوي من الأمال أجل عشت حياتي بذلك الأمل الضئيل الذي طالما تمنيت اكتماله....فمن النعم العظيمة على الانسان النسيان ثم يأتي من بعده السماح والغفران....الأحوال تتغير والخطأ ينسى والله كريم.........
_ الساعة الثانية عشرة منتصف ليلة هادئة كنت ساهرا فيها حالما مع طموحاتي عندما تحول الجو فجأة وانهمرت الأمطار بشدة تطرق الأرض طرقا جميلا.....تتطرق الى أذني صوت حبات المياه وهي تتدلى على سقف سيارةفتحدث صوتا موسيقيا عزبا و سيمفونية رائعة ألفها أعظم مايسترو على الأرض...جذبني هذا الصوت الممشوق بالأمل نحو الشرفة فوقفت فيها أتابع مسيرة المطر نحو محطته الأخيرة...
_ أعطاها ذلك النسيم الجميل الذي تسلل من بين طيات باب غرفتها روحا جميلة وبث داخلها جوا من الارتياح الهادئ
.....أحست في نفسها بأن عليها ان تشكر تلك الأمطارالتى وهبتها ذلك النسيم العليل بأن تلقي عليه نظرات عابرة...فخرجت الى الشرفة......
_ وقعت عيناها في عيني ...انطلقت الكلمات من فمي ضعيفة للغاية لم تتحمل مقاومة تيار الهواءالعنيف كما أتت الأمطار عليها فالتهمتها التهاما وقضت على ما تبقى بها من بعض قوة......فقدت الكلمات صورتها المادية ولكنها لم تتخلى عن مضمونها المعنوي فوقعت في قلبها ثم رسمت على وجهها ابتسامة ساحرة و تمتمت شفاها بكلمات عذبة سمعت صداها في قلبي في الحال حينها تذكرت من المحال دوام الحال............... .
النهاية
د.محمد