امير جبال الاحزان كبير المشرفين
عدد الرسائل : 384 العمر : 35 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: لماذا نحب ميدو ........وغيرنا يكرهه الأحد يونيو 01, 2008 5:37 am | |
| لماذا نحب ميدو ...... وغيرنا يكرهه !؟
اثناء مشاهدتي للقاء مسجل لنجمنا المحبوب ميدو قام بتسجيله احد الاعضاء الاعزاء دار بيني وبين نفسي سؤال اخذت وقت طويل لأجيب عليه، لماذا نحب ميدو بهذا الشكل وما سر هذه الشعبية التي يتمتع بها بين اوساط الشباب، في الوقت الذي يثير موجة من النقد بين اوساط محللي كرة القدم والنقاد الرياضيين بشكل عام. ولكي يمكنني الاجابة على هذا السؤال بشكل متكامل لابد ان اتعرض لعدد من النقاط الايجابية التي جعلتنا وغيرنا نعشق ميدو لدرجة ان نشارك بكل صدق في هذا المنتدى الذي لا يعود على اي منا بنفع مادي.
ميدو .... ابرز لاعب مصري في اربع دوريات اوروبية !
على الرغم من الجدل المثار حول مسيرة ميدو الاحترافية الا انه وبكل تأكيد حقق نجاحات لم يحققه غيره جعلته الاول في مثيرة المحترفيين المصريين، بل واغلى لاعب مثل منتخب عربي في التاريخ الى الآن. فقد مثل ميدو 7 اندية اوروبية وهي على الترتيب جنت البلجيكي، ايا** امستردام الهولندي، سلتا فيجو الاسباني، مرسيليا الفرنسي، روما الايطالي ، توتنهام الانجليزي، واخيراً ميدلسبروه الانجليزي. مر ميدو بعدد كبير من لحظات التألق والكثير والكثير من لحظات الان**ار، جعلت محبيه وجماهيره في حالات متناقضه من الفرح والخوف والفخر والشعور بالظلم، فقد كانت بدايته المثالية في بلجيكا عام 99-2000 حيث توج كأحسن لاعب في الدوري وهداف الفريق فتفوق على تجارب المصريين السابقة مثل طارق السعيد في اندرلخت ونادر السيد في كلوب بروج. وكان الانتقال الي ايا** امستردام الهولندي تأكيد لنجومية ميدو وزيادة ارتباط الجماهير المصرية به، خاصة الشباب الذين كان بمثابة المثال لهم في تحقيق الاحلام والنجاح في اوروبا الحلم الذي املهم السفر لها، وقد ساهم في شعبية ميدو شعبية نادي ايا** في مصر والتي تفوقت على شعبية معظم اندية اوروبا، بسبب سيطرة النادي الهولندي على بطولات اوروبا في الثمانينات. ولعلنا نتذكر مباراة الأهلى مع ايا** في مصر والتي احرز ميدو فيها هدف لفريقه، وقد كان مرور اتوبيس الفريق امام احد اعلانات فودافون في القاهره وفيها ميدو مثار اندهاش كل لاعبي الفريق وخاصة كويمان مدرب فريق ايا** ! حيث كانت تمر علاقته بميدو بمنعطف سيء، فقد شعر لاعبو الفريق بأن زميلهم في الفريق ذو شعبية لا يقدر ان يقترب منها اي منهم. وقد كانت مشاكل ميدو مع كويمان سبب في اعارته الى سلتا فيجو الاسباني لتنهي مسيرة ولا اروع لأعظم لاعب عربي في تاريخ الدوري الهولندي حيث حقق مع الفريق لقب الدوري والكأس الهولندي و13 هدف ونتائج جيدة في دوري الابطال الأوروبي.
ميدو يهدي الليجا لريال مدريد
في رأيي ان قمة تألق ميدو في رحلته الاحترافية كانت في خمس مباريات لعبهم في الدوري الاسباني ساهمت في عبور فريقه سلتا فيجو الى دوري ابطال اوروبا لأول مرة بعد مساهمته في احتلال الفريق للمركز الخامس حيث احرز اربع اهداف في خمس مباريات. ابرز هذه الاهداف في مرمى ريال سوسيداد فريق اقليم الباسك ليحرمه من احرا**طولة الليجا الاسبانية ليهدي اللقب الي ريال مدريد ليصبح ميدو ابرز لاعب مصري في الدوري الاسباني رغم لعبه خمسة مباريات فقط، حيث كانت هذه المباريات كافية لاثبات ذلك.
ميدو في مرسيليا.... ميدو في روما.... ميدو الى اين ؟
كانت انتقالات ميدو في الدوريات الاوروبية اشبه بالقطار السريع الذي لا يعطي الفرصة للركاب بالاستراحه ! فكان انتقاله الى مرسيليا عاصمة الجنوب الفرنسي بمبلغ قياسي للاعب مصري حيث انتقل محبوبنا الشاب ب 13 مليون دولار في تعاقد لمدة 4 سنوات. وهنا استبشر شباب مصر من جديد خيراً وكان المؤتمر الصحفي للتعاقد في القاهره دليل على مدى تمتع هذا الشاب بحس وطني وارتباطه ببلده، وقد فسر هذا التصرف الكثيرون بأنه رد فعل طبيعي لأقلام النقد التي تبحث عن اي شيء ناجح لتنقده ، فمرة ميدو بيشرب شيشا، ومرة ميدو يرفض الانضمام للنتخب، ومرة اخرى ميدو يرقص في ملهى... ميدو انسان فاشل... الخ فما زاد ميدو هذا الهجوم الى مزيد من الجماهيرية، لكنها جماهير لا تعرف الحقد، مجرد شباب يروا في ميدو مثال لهم، شباب قد يطيل شعره كتعبير عن التمرد على حياته، دون ان ينسى وطنيته ودينه، شباب يحبون الكرة لأنها تسليتهم وفرحتهم الوحيدة ليست لأنها تفتح بيوتهم. المهم ان ميدو تسبب في شهرة كل دوري اوروبي يذهب اليه بين عشاقه في مصر، وتحول اهتمام الشارع المصري قليلاً للدوريات الاوروبية. على الرغم من البداية الناجحة لميدو في مرسيليا الا ان الاصابة تسببت في ابعاده عن تشكيلة الفريق لمدة كبيرة ليفقد مكانه لصديقه دروجبا الذي قال عنه ميدو اكثر من مرة انه من اعز اصدقائه. لعل ابرز لحظات ميدو سعادة هي التي كانت في دوري ابطال اوروبا حينما تألق امام ريال مدريد واحرز في مرماه هدفاً واضاع مثله رغم الهزيمة، كما كان شجاره مع ديفيد بيكام احدى اهم اللقطات التي ج**ت الكاميرا . ومن مرسيليا انتقل ميدو الى روما معقل الزئاب لتزيد شعبيته في مصر وينتقل ارتباط الشباب من الدوري الفرنسي الى الدوري الايطالي، وكأن ميدو هو القطار الاوروبي الذي ينقل اهتمام الشباب بهذه الدول دون ان يسافروا اليها. كانت البداية مبشرة..... المدرب "رودي فولر" يمدح المهاجم المصري الشاب ويصفه بأمل روما، ويتوقع الجميع مع هذه البداية صفحات تكتب في تاريخ العاصمة الايطالية باسم اللاعب المصري، الا ان خبر استقالة رودي فولر والتعاقد مع "ديل نيري" لم يكن في صالح ميدو ولا في صالح جماهيره الشباب، حيث صرح المدرب الجديد ان ميدو ليس ضمن اهتماماته، بالفعل كان اسوء موسم للفرعون الصغير، وكان فريق ريال مدريد على موعد مع ميدو مرة اخرة حيث نزل بديل لفريقه روما قبل نهاية المباراة بدقائق في دوري ابطال اوروبا، الا انه لم يستطيع تغيير نتيجة المباراة هذه المرة، ودلت تقاسيم وجه ميدو عند حديثه مع زين الدين زيدان بعد المباراة على عدم رضاه عن وجوده في روما فقرر ميدو الرحيل، مما اعطى المجال مرة اخرة لمن لا يحبون ميدو، او ان جاز التعبير لمن لا يحبوا اي شيء ناجح ان يهاجموه، بل يصفوه بالفاشل لأنه لم يستقر بمكان. الا انهم لم يفهموا ان في اكثر لحظات هذا الشاب يأس كانت تتولد معه العزيمة، وفي اضيق لحظات حظه كان على الاقل يتابعه محبيه وجماهيره بحب صادق، ولم يفهموا شيئأ اخر ان ما حققه هذا الشاب حتى لو وصف بالهزيمه فأنه على الاقل اكثر انتصار للاعب مصري في ملاعب العالم. وكانت الخطوة الاشهر لميدو بالنتقاله الى توتنهام على سبيل الاعارة.
قطار الشرق يتوقف في لندن ومنها الى الشمال !
نعم...... قد تكون هذه التسمية مثل النشاذ بالنسبة للبعض..... اما بالنسبة لكل "ميدوهاوي" يعرف معناها، فمحبوب الملايين وصل الى المدينة المفضلة بالنسبة له، حيث انضم الى صفوف توتنهام "السبيرز" في تحد جديد في مدينة الضاب لندن، وبالتحديد في شمالها. وكانت بدايته كالعاده مثالية فانتقل شغف الشباب المصري بمدينة اخرى، ودوري اخر وهو الدوري الانجليزي. ميدو يحرز في اول مبارة له ضد بورتسموث، ما اجملها بداية، وبدأت اخبار اللاعب المصري في الانتشار واصبح مادة اعلامية ضخمة في انجلترا وفي اوروبا كلها. واتضح سريعا ان هذا الشاب يمثل ج** اعلامي غير طبيعي نظراً لوسامته وتداخله في الحياة الاجتماعية ولأمور اخرى مثل ارتباط اسمه بالمشاكل، فمرة مع العنصرية، ومرة شجار مع اللاعبين، ومرة اختلاف وجهات النظر مع المدرب، ومرة شجار مع المدرب حسن شحاته داخل ارض الملعب. الا ان الثابت ان كل مرة يزيد ارتباط الشباب المصري به فقد وجدوا فيه ضالتهم في النجاح وفي التمرد، ووجدوا فيه اشباعاً لحب كرة القدم الذي يملئهم. وبعد 18 شهر مدة اعارة ميدو لتوتنهام احرز معهم 13 هدف في 28 مباراة، وكاد يحقق حلم جماهير النادي اللندني في بلوغ دوري ابطال اوروبا لولا غيابه عن مباراتا الفريق الاخيريتين ليسرق الارسنال حلم ميدو في اللعب في الاجواء التي تناسبه . رجع ميدو في رحلة قصيرة الى روما بعد مغالاة نادي روما في طلباته المادية لبيعه نهائياً لتوتنهام، الا ان اصرار النادي وجماهيره كانت اقوى من المشاكل المادية فرجع ميدو مرة اخرى الى زحام لندن ، دون ان يكون تألقه مثل العادة، الى ان شعبيته زادت وعشاقه كانوا على ثقة في انه سيعود اكثر بريقاً مما كان، خاصة ان انضمام حسام غالي للفريق قد اعطى شعبية جارفة للنادي اللندني قد لا تنافسها فيها اي شعبية لنادي انجليزي اخر في مصر . على الرغم من ذلك توقف ميدو في لندن لم يدم طويلاً ليعلن انطلاقه الى شمال انجلترافي نهاية عام 2007وبالتحيد الى مدينة ميدلسبروه لينتقل الى فريق المدينة بعقد قيمته 6 ملايين استرليني اي ما يعادل 12 مليون دولار بعد سوء حظ لازمه مع فريق توتنهام لكثرة اصاباته ولقوة المنافسة مع زملائه المهاجمين برباتوف، كينن وديفوه.
بداية مثالية لميدو كالعادة وشغف المصريين ينتقل للبورو !
كالعادة ميدو يجيد في البدايات، فقد احرز هدف في اول مبارارة يشارك فيها مع البورو ضد فولهام دون ان يخوض فترة اعداد، وبعدها يستمر التألق ليحرز هدفه الثاني على التوالي ضد الجار نيوكاسل في مباراة شهدت بطولة منفرده من ميدو ، ولحظات من المعاناة ضد الهتافات العنصرية ضده، وشجاعة مفرطه ضد جماهير المنافس. لعل اشهر يوم في تاريخ ميدو هو هذا اليوم حيث احتل اسمه عناوين الصحف الرياضية ووكالات الانباء، ووقف الشباب المصري تعاطفاً مع ميدو الذي اتهم بالعنصرية وواجه هجوم من جماهير نيوكاسل لكنه رد بقو. ولعل تصريح "ساوثجيت" مدربه بعد هذه الحادثه هوالابرز، حين وصفه تصرف الحكم ضده عندما اشهر بطاقته الصفراء في وجهه بعد مطالبته جماهير نيوكاسل بالتوقف عن مهاجمته " انها وصمة عار في تاريخ الديموقراطية البريطانية، كيف يعاقب شخص تعرض لهجوم من قبل 6 الاف شخص لأنه طالبهم بالتوقف عن ذلك."
موقع ميدلسبروه يتعرض لهجوم المصريين !
لم اقصد انه هجوم حربي، ولكنه بكل صدق هجوم، حيث لم يعتاد موقع النادي الالكتروني ذو الشعبية المحدوده ان يزوره في يوم واحد 25 الف شخص، نعم وقد كانو من الجنسية المصرية، وقد عبرت ادارة الموقع عن فرحها بهذا ، حيث اصبح ميدو النجم الأول لجماهير البورو بشخصيته اللطيفة، وجا**يته لكاميرات التصوير، حتى ان خلال مباريات الفريق التي لا يلعبها ميدو تبحث الكاميرات عنه في كل ارجاء الملعب.
ميدو شخصية قيادية ويشيع روح الفوز
عندما يتولى شارة الكابتن لفريق قومي لاعب عمره 21 عام فهذا انجاز للاعب، الا انه يدل على شخصية قيادية تفسر جزء من الحب الذي يتمتع به ميدو بين جماهير بلده، وكان ذلك في مباراة مصر امام البرتغال في 17- 8-2005 في جزيرة بونتا ديلجادا، كذلك كثيراً ما رأينا ميدو اول من يتجه للحكم حينما يتعرض احد لاعبي فريقه لالتحام عنيف، وكأنه يشعر انه قائد لفريقه رغم انه قد يكون اصغر اللاعبون سناً ، وقد شاهدنا ذلك كثيراً في مباريات فريقه في الدوري الانجليزي مع توتنهام، او ميدلسبروه، او في مباريات مرسيليا في الدوري الفرنسي، او ايا** في الدوري الهولندي. بكل تأكيد هذه احد اسباب الحب الذي يتمتع به بين الشباب في مصر ولما لا وقد وجدناه احد اكثر اللاعبون شعبية في كل فريق لعب له. ميدو تحدى المحظور..... لاعب مصري يحقق انجازات، لاعب مصري بين اغلى اللاعبون، لاعب مصري محط انظار ابرز اندية العالم، لاعب مصري هداف، لاعب مصري يشعرنا أننا لسنا اقل منهم، لسنا ادني من ان نحلم ان نكون مثلهم. اما مهاجميه ومنتقديه فهم لم و لن ينتهوا، وقد لا يقصدوا ميدو بنفسه ، بل هم رجال في كل المجالات يروا ان من حقهم كل شيء، واننا جيل ليس به اي انجاز في كل المجالات. كأننا جيل اختار ان يكون عاطل بنفسه، او ان سبل الحياة كلها امامه واختار ان يكون سلبي. ما تعرض وسيتعرض له ميدو هو صراع بين جيل كبير في العمر يرى انه يعلم كل شيء ويملك كل شيء وليس من حق الشباب اي شيء والحدق يفهم.
scorpion | |
|